اقتراح للقراءة: راهنمای سفر به اردبیل از زبان یک اردبیلی
اقتراح للقراءة: پل های معلق ایران | لیست کامل + تصاویر و مسیر دسترسی
أماكن الجذب الليلية في أردبيل | أجمل الأماكن الليلية للترفيه والاسترخاء
- Zeinab Javan
- قبل 6 ساعات
أماكن الجذب الليلية في أردبيل هي تجربة مليئة بالسكينة واحساس بالحياة، لا يمكن مشاهدتها في كثير من الأماكن. فهذه المدينة تقع في قلب الجبال الباردة بشمال-غرب إيران، وبجَوّها الرائع تُنعش روح كل مسافر. إذا كنت تقيم فيها ولا تعرف كيف تقضي ليلتك، فما عليك إلا أن تتجول قليلاً في شوارعها. من بحيرة شورابيل الهادئة، إلى الممشى بين حجارة حي عالي قاپو، وزيارة الجسور التاريخية ونهر باليقلي تشاي، فكل زاوية فيها مليئة بمعالم تتحول ليلاً إلى مشاهد ساحرة. في هذه المقالة من مدونة سبهران، سنعرّفكم على بعض الأماكن المحبّبة للترفيه الليلي في أردبيل.
مدينة أردبيل هي واحدة من المدن التاريخية وذات الجوّ البارد في شمال-غرب إيران، وتقع في سفح جبل سبلان على ارتفاع يزيد عن ١٣٠٠ متر عن سطح البحر. إنها عاصمة محافظة أردبيل، وتشتهر بينابيع المياه الحارة والطبيعة الجبلية والهدايا التذكارية مثل عسل سبلان وسجاد أردبيل، وبالطبع بخلفيّتها التاريخية العميقة. هي أيضاً موطن شيخ صفی-الدين أردبيلي، مؤسّس الطريقة الصوفية الصفوية، ومجمّع شيخ صفی-الدين المدرج في قائمة التراث العالمي لليونسكو يُعد من أهمّ معالمها. سكان أردبيل يتحدثون بالأذرية التركية ويُعرفون بكرم الضيافة. جوّها الصيفي البارد جعلها مقصدا مفضلاً للهروب من حرارة المناطق الأخرى في إيران.
في قلب مدينة أردبيل، تتلألأ بحيرة واسعة وحيوية تُدعى شورابيل، وتبلغ مساحتها نحو ١٨٠ هكتار تقريباً، وتُعدّ من أبرز رموز هذه المدينة. هذه البحيرة هي الوحيدة الطبيعية داخل المدينة في إيران، وقد أخذت اسمها من ملوحة مياهها. يحيط بها مسار دائريّ بطول سبعة كيلومترات أصبح اليوم مكانًا محبوبًا للمشي، وركوب الدراجة، وجولات ما بعد العصر.
ليالي شورابيل، مع انعكاس أضواء الأنوار على سطح المياه الهادئة، تخلق منظرًا شاعريًا. المسافرون والمواطنون يتجوّلون حتى منتصف الليل بجانب البحيرة، يركبون القوارب أو يستمتعون بمشروباتٍ دافئةً في المقاهي والمطاعم المحيطة، مع هواء الجبال البارد في آنٍ واحد.
حول هذه البحيرة تم إنشاء مرافق متنوّعة؛ من مدينة ألعاب وقطار سياحي، إلى مركز تسوّق «شورا سنتر» الذي أضفى طابعًا عصريًّا على المجمع. الربيع والصيف هما أفضل وقت للزيارة، لكن شتاءها المكسوّ بالثلوج يحمل جمالًا خاصًّا وهدوءًا شاعر أخيرًا.
السوق القديم في مدينة أردبيل ليس مجرد مكان للتجارة فحسب؛ بل هو قلب نابض لتاريخ المدينة. هذا السوق المغطّى، الذي يعود تاريخه إلى عدة قرون، يحتوي بداخله تيمچهها، كاروانسَرَاها وسراها، وكلّ قرميدة فيه تذكّر بعهد الصفويين والقاجار. عند حلول الليل، حين يغلق التجّار تدريجياً مصاريعَ محالّهم، ترقص أنوارُ المصابيح الصفراء على جدران الطوب، وتنتشر رائحة البهارات والمكسرات في أرجاء السوق. السير في أقسام البقالين، والصاغة، والنحّاسة في تلك الساعة، هو رحلة قصيرة إلى الماضي؛ حيث ما زالت آثارُ القوافل وصدَى مطرقة النحاس تُسمَع. إن أحببتم أجواءَ الأسواق الإيرانية الأصيلة، والمعمار الطوبي، ومراقبة الناس الذين يشترون بسلام، فلا تفوّتوا السوق القديم في أردبيل؛ فهذا المكان، لا يزال فيه التاريخ يتنفّس. في الواقع، يُعدّ السوق الكبير في أردبيل واحدًا من أفضل الأماكن الليلية التي يمكن زيارتها في المدينة.
في قلب المدينة، بجانب ضريح شيخ صفی-الدين أردبيلي، يوجد ممشى أصبح أحد أكثر النقاط السياحية ازدحامًا. كان عالي قاپو في السابق طريقًا لمرور السيارات، أما الآن فقد تحوّل إلى فضاء هادئ وجاذب للمشي ليلاً. عند الليل، تُضفي الإضاءة وصوت الموسيقى في الشارع أجواءً دافئةً وودية على هذا الطريق. محالّ هدايا التذكارات، والمقاهي المحليّة، ورائحة الحلوا سیاه والبطاطا المشوية، تخلق أجواءً لطيفة. هذا الممشى يأخذك إلى المجمعات التاريخية المحيطة، بما في ذلك مسجد عالي قاپو، ومتحف الآثار، ومعرض شاه إسماعيل صفوي. وحتى في ليالي الثلج، يُعتبر ممشى عالي قاپو من أجمل نقاط أردبيل التي تبقى مليئة بالزوار والمواطنين حتى منتصف الليل. فإذا سافرت إلى أردبيل في أيّ فصل من الفصول، وتبحث عن مكان لقضاء الليل، فإن عالي قاپو هو أفضل خيار لك.
يُعدّ نهر باليقليچاي من الأنهار الحيّة التي تنبع من سفوح جبل سبلان، وتشُقّ طريقها عبر قلب المدينة. واسمه التركي يعني «النهر المليء بالأسماك»، وبالفعل يمكنك أحيانًا مشاهدة الصيّادين المحليّين على ضفّتيه.
عند حلول الليل، ومع انعكاس الأضواء على سطح الماء، يتحوّل النهر إلى واحد من أجمل أماكن الجذب الليلية في أردبيل. وجوده بجانب الحدائق الخضراء مثل حديقة الحرّية (بارك آزادى) وحديقة المعلّم، يجعل منه مكانًا مثاليًا للجلوس، التنزّه أو تناول الذرة المشويّة في أمسيات الصيف.
المقاهي، ومحلات الآيس كريم، والإضاءة الملوّنة تضيف لمسةً من الجمال إلى هذا المكان الفريد.
على امتداد نهر باليقلي، يقع أحد أجمل المعالم التاريخية في أردبيل: جسر يديگز أو كما يُعرف بـ«جسر العيون السبع». هذا الجسر المبنيّ من الطوب هو من آثار العصر الصفوي، يتميّز بأقواسه السبع وحجارته الصلبة التي تعكس براعة الهندسة الإيرانية الأصيلة.
مع حلول الليل، تُضفي الإضاءة الناعمة على أقواس الجسر مشهدًا شاعريًا وهادئًا، خاصة حين ينعكس الجسر على مياه النهر الصافية. اليوم يُفتح الجسر أمام المشاة وراكبي الدراجات، وأصبح من أكثر الأماكن المحبوبة للتنزّه والتصوير الليلي في المدينة.
يُعدّ البيت التاريخي صادقي من أروع المعالم التي تعود إلى العهد القاجاري في أردبيل. بُني سنة ١٢٤٣هـ.ش على يد المعمار محمّد الأردبيلي، ويتميّز بزخارف الجصّ، والنوافذ الملوّنة، والعمارة الإيرانية الأصيلة.
بعد ترميمه، تحوّل اليوم إلى فندق بوتيكي ومطعمٍ تقليديّ. هناك يمكنك تناول وجبة عشاء لذيذة أو قضاء ليلة هادئة في غرفٍ بديكو فارسي. الجلوس في باحته المزدانة بالأزهار، واحتساء الشاي قرب البركة الفيروزية، مع صوت الماء، يمنحك شعورًا بالسفر عبر الزمن.
البيت التاريخي صادقي بلا شكّ من أجمل أماكن الجذب الليلية في أردبيل حيث يلتقي الماضي بالحاضر في أجواء من السكينة.
سرعين مدينة الينابيع الحارّة والقمر البارد، تقع بالقرب من أردبيل وتنبض بالحياة ليلاً. موقعها القريب من مركز المحافظة يجعلها وجهة مفضّلة للسيّاح لقضاء أمسيات منعشة في هواء الجبال العليل.
في ليالي الصيف، تزدحم شوارع سرعين بالناس والأضواء، وتبقى محلات العسل والقشطة والحلوا سیاه مفتوحة حتى منتصف الليل. وبعد جولة هادئة في الشوارع، لا شيء أمتع من زيارة أحد الينابيع الشهيرة مثل «غاوميشگُلي» أو «إيرانيان»، حيث تبقى مفتوحة حتى منتصف الليل.
الجلوس في المياه الدافئة وسط هواء الجبال البارد تجربةٌ لا تُنسى. وسرعين، بطعامها المحلي الشهي مثل آش دوغ وكاسه كباب وبيچاق قيمه، هي بلا شكّ من أبرز أماكن الجذب الليلية في أردبيل.
يُعدّ الجسر المعلّق في هير من أكثر المعالم تفرّدًا في أردبيل. جسرٌ زجاجيّ بطول ٢٥٠ مترًا يمتدّ فوق وادي دربند. المشي على سطحه الشفّاف أثناء غروب الشمس تجربة مليئة بالإثارة والدهشة.
في الليل، تُضفي الأضواء الملوّنة المنعكسة على مياه نهر هير چاي مشهدًا مذهلاً، وتُطلّ من هناك على بساتين الكرز وجبال سبلان. هذا الجسر أصبح في السنوات الأخيرة من أشهر المقاصد وأماكن الجذب الليلية في أردبيل.
إذا كنت تبحث عن الإثارة والمتعة في ساعات الليل، فإن مدينة الألعاب المغلقة “شهر خورشيد” تعدّ خيارًا مثاليًا لك. تقع هذه المدينة الترفيهية الكبيرة داخل أحد المراكز التجارية في أردبيل، وتبقى مفتوحة حتى ساعات متأخرة من الليل.
تضم المدينة مجموعة واسعة من الألعاب المتنوعة، وقسمًا خاصًا للأطفال، وألعاب الواقع الافتراضي، إضافة إلى ساحة طعام (فودكورت) تقدم أطباقًا متنوعة، مما يجعلها وجهة مفضلة للعائلات والشباب على حدّ سواء.
حتى وإن لم تكن من محبّي الألعاب، فإن التجوّل بين الأضواء وسماع ضحكات الأطفال واستنشاق رائحة الفشار يمنح ليالي أردبيل أجواءً دافئة ومبهجة. وفي أيام الشتاء الباردة، عندما تقل الأنشطة الخارجية، تبقى «شهر خورشيد» مكانًا مفعمًا بالحيوية والطاقة.
يُعدّ طريق أردبيل – أستارا من أشهر الطرق الجبلية في إيران، ويؤدي إلى ممرّ حیران الشهير. وإذا كنت من عشّاق القيادة ليلاً ومشاهدة المناظر الجبلية، فهذه الرحلة ستكون من أجمل تجاربك.
في الليالي الصافية، تتلألأ أنوار القرى على سفوح الجبال من بعيد، فيما يصنع الضباب الخفيف مشهدًا حالِمًا. من الأفضل الانطلاق قبل حلول الظلام الكامل لتتمكن من مشاهدة غروب جبل سبلان والاستمتاع بجمال الغابات على طول الطريق.
في الصيف، تبقى أكشاك الشاي والذرة والكباب مفتوحة حتى وقت متأخر، فيختلط عبير الدخان برائحة الطعام وهواء الجبال البارد، لتعيش تجربة بسيطة ولكن لا تُنسى.
في قلب مدينة أردبيل، يقع مجمّع هادئ ومهيب ارتبط اسمه بتاريخ وهوية المدينة: ضريح الشيخ صفيّ الدين الأردبيلي، مؤسس الطريقة الصفوية وأحد كبار العرفاء.
أُدرج هذا المجمّع ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، ويُعدّ أحد رموز أردبيل البارزة. ومع اقتراب الغروب، تنعكس أضواء المصابيح الصفراء على القباب والزخارف الفيروزية لتملأ المكان بجوٍّ روحاني ساحر.
يأتي الكثير من الزوّار ليلًا ليتأملوا سكون المكان وجمال الإضاءة المحيطة بالساحة الرئيسة.
عمارة الضريح الرائعة، والزخارف القرآنية، والتاريخ العريق تجعل منه واحدًا من أجمل الأماكن في أردبيل للسهر الهادئ والتأمل العميق.
في القسم القديم من المدينة، يقف بناء شامخ وعريق تعود جذوره إلى القرن السادس الهجري: المسجد الجامع في أردبيل، المعروف أيضًا باسم مسجد الجمعة.
يُعدّ هذا المسجد من أقدم مساجد شمال غربي إيران، وقد بُني على أنقاض معبدٍ زرادشتي قديم.
خلال النهار، تتسلّل أشعة الشمس عبر النوافذ العالية لتضيء أروقة المسجد، أما في الليل، فالإضاءة الهادئة وصوت الأذان يمنحان المكان سكينةً خاصة.
زيارة المسجد الجامع في ساعات المساء تجربة مميزة لعشّاق العمارة الإسلامية والتصوير الليلي؛ فزخارف الجصّ، والمحراب البسيط المهيب، وتاريخ المسجد العريق يجعلك تشعر بعمق صلة المدينة بماضيها.
تبدو أردبيل في الليل أكثر هدوءًا وشاعريةً من النهار. من التنزّه على ضفاف الأنهار إلى تذوّق حساء اللبن في الأسواق، ومن متعة الجسور المعلّقة إلى سكون نهر باليقلي، تقدّم المدينة سحرًا فريدًا يناسب كل الأذواق.
احمل كاميرتك، واترك الفندق لبعض الوقت، واستمتع بليلة مفعمة بنسيم بارد وصوت الماء في أجواءٍ لا تُنسى.
