
وبلاگ سپهران | المعالم السياحية | اكتشف أفضل المقاهي الثقافية في طهران، حيث تمتزج الكلمة برائحة الطمأنينة
طهران مدينة صاخبة ومزدحمة؛ شوارعها لا تهدأ من الحركة والضجيج والازدحام المروري. في مثل هذا الجو، قد يبدو العثور على مكان هادئ للتنفس والتفكير حلماً بعيد المنال. ومع ذلك، فإن المقاهي الثقافية في طهران هي تلك الزوايا الدافئة والخفية التي تجعل هذا الحلم واقعاً ملموساً. هنا، تمتزج رائحة القهوة بعبق الورق والكتب، لتصنع أجواء مثالية للقراءة، وللحوار والإبداع، أو حتى لاستراحة قصيرة وسط روتين الحياة اليومية. من البيوت التاريخية المليئة بالرفوف التي تحتضن نسخاً قديمة، إلى المقاهي الحديثة والبسيطة بجوار الجامعات، تقدم المقاهي الثقافية في طهران عالماً متنوعاً من التجارب الثقافية لكل من السكان والسياح. في هذا المقال، سنتعرف على أفضل المقاهي الثقافية في طهران؛ أماكن لكل منها طابعه الخاص، قادرة على أن تنقلك، ولو للحظات، من صخب طهران إلى عالم أكثر هدوءاً وإلهاماً.
يقع مقهى الكتاب «ققنوس» في شارع وصال شيرازي، ويُعَدّ واحداً من أحدث الفضاءات الثقافية في طهران التي سرعان ما وجدت مكانها بين محبّي الكتب والمطالعة. يتميّز بتصميم عصري ورفوف مليئة بكتب متنوعة، ليمنح الزائر إحساس «البيت الدافئ» و«المكتبة الصديقة».
تتضمن قائمة المقهى وجبات خفيفة إيرانية وغربية، إضافة إلى أنواع متعددة من القهوة والمشروبات العشبية. كما يوفر إنترنت سريعاً، وأجواء هادئة للدراسة، وطاولات مناسبة للعمل الجماعي. إذا كنت تبحث عن أحد أفضل المقاهي الثقافية في طهران، فإن «ققنوس» هو الخيار الأمثل لك.
يقع مقهى الكتاب «دارالخلافة» في أحد البيوت التاريخية العائدة إلى عصر القاجار، ويُعَدّ وجهة مميزة لعشّاق الثقافة والعمارة التقليدية. إنه من أبرز المقاهي الثقافية في طهران، حيث يجتمع عبق الماضي مع روح الأدب. تتميّز العمارة بغرف متداخلة، وزخارف جبسية قديمة، وفناء أنيق يتوسطه حوض صغير، لتخلق أجواء نوستالجية تقدّم للزائر مزيجاً فريداً من التاريخ والأدب.
يضم المقهى أكثر من ٣٥٠٠ كتاب في مجالات متنوعة، منها الأدب الكلاسيكي، التاريخ، المخطوطات القديمة والصحف التاريخية. وإلى جانب ذلك، يستضيف «دارالخلافة» فعاليات أدبية وأمسيات شعرية وندوات ثقافية.
يُعَدّ «كاميلا» من تلك المقاهي التي قد لا تثير الانتباه للوهلة الأولى، لكن من يكتشفه يجده مكاناً محبباً ومختلفاً. يعرف محلياً أكثر من كونه مشهوراً على نطاق واسع، ويوفر جواً حميماً وهادئاً، مثاليّاً للمطالعة أو لمجرد احتساء فنجان قهوة ساخنة في صمت.
الديكور الداخلي بسيط لكنه دافئ، مع رفوف كتب متنوعة متاحة لعشّاق القراءة. وبفضل هدوئه النسبي، يعتبر «كاميلا» خياراً مناسباً لمن يبحثون عن فضاء بعيد عن الضوضاء للقراءة أو الكتابة. إنه من بين أفضل المقاهي الثقافية في طهران.
يقع مقهى الكتاب «ثالث» في الطابق العلوي من دار النشر «ثالث»، ويُعَدّ واحداً من أبرز المقاهي الثقافية في طهران، إذ يوفر فضاء هادئاً ومختلفاً لعشّاق الكتب. تصدح موسيقى خفيفة في الخلفية لتجعل الأجواء ألطف للقراءة والحوار.
من أجمل ميزاته قربه من مكتبة «ثالث» نفسها؛ فإذا راق لك كتاب، يكفي أن تنزل إلى الطابق الأرضي لتقتنيه.
له فرع آخر في مجمّع «إيران مال» الكبير. وفي كلا الفرعين، يمكن للزوار أثناء تناول مشروب أو وجبة خفيفة أن يطالعوا كتاباً من الرفوف. تقدم قائمة المقهى مزيجاً من المشروبات الساخنة والباردة والحلويات والوجبات الخفيفة، لتكمل التجربة.
في قلب شارع ١٦ آذر، حيث يملأ النشاط الطلابي المكان، أصبح «نيمكت» أحد أهم ملتقيات شباب جامعة طهران. يتميّز بجو بسيط وودود ودافئ، ما يجعله مثالياً للمطالعة بهدوء أو للدردشة الودية بين الأصدقاء.
قربه من جامعة طهران وعيادة ١٦ آذر جعل منه مقصداً دائماً لمجموعات متنوعة من الطلاب. يقدم قائمة تضم مشروبات متعددة، قهوة إسبريسو، وجبات خفيفة وحلويات منزلية. كما يوفر إنترنت مجاني وطاولات صغيرة مناسبة للعمل الجماعي.
يمنحك مقهى الكتاب «رَف» شعوراً بالدفء والحميمية بفضل ديكور يزخر بالأحواض الملوّنة واللمسات التقليدية. الدخول إليه يشبه رحلة قصيرة إلى طهران القديمة، حيث يجتمع الصفاء مع الذكريات. رائحة الشاي الطازج في الكؤوس الرفيعة، الطاولات والكراسي الخشبية، اللوحات الفنية، والأحواض الصغيرة والكبيرة، كلها تصنع أجواء فريدة ومريحة.
يوفر المقهى فضاء داخلياً وأيضاً ساحة خارجية، بحيث يمكن الاستمتاع به في كل الفصول. الجلوس في الهواء الطلق، خصوصاً في الأيام المشمسة، يضفي طاقة مضاعفة على يومك.
«باغ كتاب طهران» هو أكبر مجمّع ثقافي وكتابي في البلاد. ليس مجرد مكتبة أو مكتبة تجارية، بل فضاء متعدد الاستخدامات للقراءة، الفعاليات الثقافية، واللقاءات الودية.
قسم «لمكده» بأرائك مريحة ومساحة مفتوحة مثالي للقراءة الفردية أو الجماعية. إلى جانب ذلك، يضم «باغ كتاب» مكتبة ضخمة، قاعات سينما، قسم للأطفال، وجناحاً علمياً، مما يجعله وجهة عائلية بامتياز. المقاهي المتنوعة في الداخل تقدم مشروبات وأطعمة خفيفة، وتوفر بيئة هادئة للمطالعة، ليكون واحداً من أفضل المقاهي الثقافية في طهران.
يقع «نزديك الكتاب» بين شارعي «إيرانشهر» و«كريم خان»، ويجمع بتناغم بين فضاء داخلي هادئ ومضيء وفضاء خارجي أخضر مفتوح. عشّاق المطالعة يجدون داخل المقهى مكاناً مثالياً للقراءة، فيما يفضل آخرون الجلوس في الساحة الخارجية تحت ظلال الأشجار مع فنجان قهوة أو مشروبهم المفضل.
يقدّم المقهى قهوة متخصصة، كعكات طازجة ووجبات خفيفة. ومن أبرز ميزاته تقسيم الفضاء إلى قسم «للمطالعة» وقسم «للتواصل الاجتماعي»، بحيث يجد كل زائر ما يناسب مزاجه.
ليست «عمارة بلخ» مجرد مقهى أو مطعم، بل تجربة ثقافية مختلفة كلياً. أجواء ذات طابع أفغاني تقليدي تنقلك إلى عالم جديد. معظم العاملين في المكان من الأفغان، مما يضفي أصالة وارتباطاً مباشراً بالثقافة الأفغانية. يقع المقهى في بيت قديم بفناء مليء بالزهور يمنح إحساساً بالدفء، يصلح للقاءات الودية أو لحظات هادئة وخاصة.
من أبرز ميزاته قائمة الطعام المميزة التي تضم أطباقاً ومشروبات أفغانية أصيلة مثل «قابلي بلو»، «منتو»، والمشروبات الشعبية. إلى جانب ذلك، تستضيف العمارة فعاليات ثقافية وفنية متنوعة: أمسيات شعرية، حوارات اجتماعية، وأنشطة مرتبطة بالمهاجرين الأفغان في إيران.
التصميم الداخلي يكتمل بالسجاد اليدوي، الإضاءة الدافئة، اللوحات الفنية، والأواني التقليدية الأفغانية، بينما يبقى فناءه الأخضر نابضاً بالحياة حتى في الشتاء. كما تتوفر غرف خاصة (VIP) للاجتماعات الصغيرة أو اللقاءات الخاصة.
يقع «پاتوق جواني» داخل مجمع «گل نرگس» في شارع سهند، وهو أكثر من مجرد مقهى كتاب تقليدي. إنه فضاء حيوي للشباب، يجمع بين القراءة والأنشطة التفاعلية. إلى جانب القهوة والمشروبات المتنوعة، تُنظَّم فيه ورشات في علم النفس، اختبارات شخصية، جلسات إبداعية وألعاب جماعية على الطاولة.
صُمّم المكان بحيث يتيح أنشطة جماعية وتفاعلية، ليكون الشباب قادرين على الجمع بين المطالعة والتواصل الاجتماعي في أجواء ممتعة. لذلك يُعَدّ واحداً من أفضل المقاهي الثقافية في طهران.
إن أفضل المقاهي الثقافية في طهران ليست مجرد أماكن لاحتساء القهوة أو شراء الكتب؛ بل تحولت إلى ما يشبه «الملاذ الثقافي» في قلب الزحام والضجيج. كل واحد من هذه الفضاءات يملك شخصيته وروحه الخاصة: من «دارالخلافة» بعمارتها القاجارية التاريخية، إلى «باغ كتاب» كأكبر مجمّع ثقافي في إيران، مروراً بـ«نيمكت» و«نصيرا» ذات الطابع الطلابي.
ما يجعل هذه المقاهي ذات قيمة هو المزج الفريد بين الثقافة، السكينة والتفاعل الاجتماعي. إنها أماكن يمكنك فيها أن تغوص في القراءة بصمت مريح، أو تتحاور مع أصدقائك حول أفكار جديدة، أو حتى تشارك في أمسيات ثقافية وورشات إبداعية.
وفي زمنٍ لا يتركنا فيه العالم الرقمي لحظة واحدة، تذكّرنا هذه المقاهي بأننا ما زلنا قادرين على عيش لحظة صفاء مع كتاب وفنجان قهوة وفضاء حميمي.
📌 إذا كنت تبحث عن هدوء قصير، إلهام جديد، أو حتى اكتشاف ملتقى مختلف بعيداً عن صخب طهران، فإن إحدى هذه المقاهي الثقافية ستكون خيارك الأفضل.
الأسئلة الشائعة