أكلات شعبية يزدية: أشهى الأطعمة والحلويات التقليدية

تُشبه حياة أهل يزد القصص الملحمية. فمدينة يزد، التي تُعدّ جوهرةً ثمينة وسط صحراء إيران المركزية، تُجسّد التكيّف البشري مع الطبيعة بأبهى صوره. أن تُشيّد مدينة بهذه العظمة في قلب صحراء قاحلة مشتعلة، وتحافظ على نبض الحياة فيها لسنوات طويلة، هو بحد ذاته ملحمة تستحق الإعجاب. وكأنّ مناخ الصحراء الجاف والقليل المطر قد علّم أهلها أن التكيّف هو سر البقاء. فعندما يتناغم الإنسان مع الطبيعة، يتعلم القناعة، ويستغني عن كل شيء عدا الطبيعة نفسها.

ليس من العجيب أن يقولوا: “القناعة كنز لا يفنى”. فمن يعيش بالقناعة يستطيع أن يلبي حاجاته من عطايا الطبيعة، ويُسهم في تلبية احتياجات الآخرين أيضاً. وهذا ما يظهر بوضوح في مطبخ المرأة اليزدية، حيث تُحوّل ما تقدمه الطبيعة بمهارة إلى أطباق لذيذة تُزيّن المائدة. وإليكم قائمة متكاملة بأشهر الأكلات الشعبية اليزدية التي نقدّمها لكم عبر مدونة سبهران.

أنواع الأكلات الشعبية اليزدية

المرأة اليزدية الماهرة تُحضّر مائدة مليئة بمختلف أنواع الأطباق والمأكولات، لتُكرم بها أهل بيتها وضيوفها. وليس من الغريب أن تُعرف كرم الضيافة بين سكان الصحراء الإيرانية على نطاق واسع. يمكن تلخيص أنواع أكلات شعبية يزدية في هذه القائمة:

  • اليخنات اليزدية
  • أكلات بالخبز اليزدي
  • أنواع الحساء اليزدي

 

أنواع اليخنات اليزدية

أكلات يزدية
قيمة الحمص

تُعدّ اليخنات جزءًا لا يتجزأ من المائدة الإيرانية، حيث تُحضّر من مزيج متنوّع من المكونات وتُقدّم عادة مع الأرز. ويُعتبر الأرز الإيراني المعطر الرفيق الأساسي لليخنات، وهو غالبًا أحد الأطباق الرئيسية اليومية. تحظى الأرز واليخنة بمكانة خاصة في جميع أنحاء إيران، إلا أن المكونات الأساسية وطريقة الطهي تختلف من مدينة لأخرى. ففي بعض المدن، تكون الأطعمة أقل ملوحة وتوابل، بينما تميّزها النكهات القوية والتوابل الحارة في مدن أخرى. وفيما يلي نعرّفكم على أشهر أنواع اليخنات اليزدية:

قيمة الحمص اليزدية

تتميز هذه اليخنة باختلاف واضح عن القيمات الكلاسيكية الإيرانية. فبدلاً من استخدام العدس الأصفر (اللَبّة)، يُضاف الحمص كمكون رئيسي. أما اللحم المستخدم في الطبق، فيمكن أن يكون لحم الضأن أو العجل. التوابل الأساسية التي تُضاف إلى هذا الطبق تشمل القرفة، الهيل، الليمون المجفف (الليموعماني)، الزعفران، بالإضافة إلى الملح والفلفل. تُقدّم قيمة الحمص اليزدية مع الأرز الأبيض العادي أو الزعفراني، وغالبًا تُزيَّن بشرائح البطاطس المقلية. أما “الحكاكة”، الطبقة المقرمشة أسفل الأرز، فيمكن أن تُحضّر من الخبز أو شرائح البطاطس.

يخنة التفاح اليزدية

تُحضّر هذه اليخنة في العديد من مدن إيران، إلا أنّ أهل يزد يتباهون بكونهم السبّاقين في إعدادها وحفظها باسمهم. مكونات هذه اليخنة مشابهة تمامًا ليخنة القيمة الكلاسيكية، مع اختلاف واحد يبرز في مراحل الطهي النهائية، حيث تُضاف قطع التفاح الحلو. هذا الإضافة تمنح اليخنة طعمًا مميزًا يميل إلى الحلاوة. أما بقية التوابل والإضافات، فهي ذاتها المستخدمة في يخنة القيمة.

فسنجان اليزدي (متنيجه)

المتنيجه، المعروف أيضًا بفسنجان بأسلوب يزدي، يتميز بمكوناته الغنية التي تتجاوز المكونات التقليدية. بالإضافة إلى اللحم وجوز القلب (عين الجمل) ومعجون الرمان، يُضاف إلى الطبق مكونات مثل الشمندر، السفرجل، التفاح، وأوراق المشمش أو البرقوق المجفف. يُمكن تعديل حموضة الطبق وفقًا للرغبة من خلال زيادة أو تقليل كمية معجون الرمان أو إضافة السكر أو حذفه. أما اللحم المستخدم في المتنيجه، فيمكن أن يكون لحم الضأن، شرائح الدجاج، أو كرات اللحم الصغيرة.

يخنة السفرجل والبرقوق اليزدية

تُعدّ يخنة السفرجل والبرقوق من الأطباق الموسمية التي تُحضّر في يزد خلال فصل الخريف عندما تنضج ثمار السفرجل. تتميز هذه اليخنة بنكهة متوازنة تميل إلى الحموضة اللطيفة، وهي من الأطباق التقليدية التي تُقدَّم عادة في الولائم والمناسبات. يُمكن اختيار نوع اللحم وفق الذوق الشخصي، سواء كان لحم الضأن، العجل، الدجاج، أو الديك الرومي. تُطهى هذه اليخنة مع قطع طازجة من السفرجل والبرقوق، وتُتبل بعصير الليمون، معجون الطماطم، ومجموعة متنوعة من التوابل.

أكلات يزدي بالخبز

اكلات شعبية يزدية
كفتة نخودجي

تُعيد الأكلات التي تُقدَّم مع الخبز في يزد إلى الأذهان ذكريات الطفولة ودفء المائدة المنزلية. ترتبط هذه الأطباق برائحة الخبز التقليدي والطهي المنزلي للأمهات والجدات. تخيّل مائدة يزدية تزدان بخبزها التقليدي إلى جانب أطباقها اللذيذة! دعونا نتعرّف على أبرز أكلات يزد الشعبية بالخبز:

آبگوشت يزدي

يشتهر آبجوشت يزدي بنكهته الحامضة التي تأتي من إضافة البرقوق المجفف، الليمون العماني، أو حتى قِطع من قمر الدين. المكونات الأساسية لهذا الطبق تشمل لحم الضأن، الحمص، الفاصوليا، البطاطس، والطماطم. يُضاف إليه أيضًا الحلبة أو الطرخون المجفف لمنحه رائحة فريدة. يُقدَّم آبجوشت يزدي مع خبز يزدي، خضار طازجة، وشرائح الثوم المخلل، ليُشكّل وجبة تقليدية متكاملة.

أشكَنه يزدي

يُعدّ الأشكَنه من الأطباق السريعة التحضير والمثالية للأوقات التي ترغب فيها بإعداد وجبة خفيفة بما هو متوفر لديك. يتم تقديم هذا الطبق مع خبز يزدي يُفتت في الصحن، ويُتناول مع خضار طازجة كالبصل الأخضر وأنواع المخللات المنزلية. يُحضَّر أشكَنه يزدي من البطاطس، البصل، الحلبة، الدقيق، والتوابل.

كشك وخيار

هذا الطبق البارد والمغذي يُعدّ خيارًا مثاليًا لأيام الصيف الحارة في يزد. يتكوّن من مزيج كشك محلي، خيار طازج، جوز، زبيب، ونعناع مجفف، مع خبز يزدي يُفتت في الطبق. يتميّز هذا الطبق بخصائصه الصحية؛ فالكالسيوم في الكشك ونضارة الخيار يجعلان منه وجبة منعشة ومثالية لتخفيف حرارة الصيف.

كفتة نخودجي

تُعتبر الكفتة من أشهر الأطباق الإيرانية، وتختلف مكوناتها وطريقة إعدادها من مدينة لأخرى. أما كفتة نخودجي فهي من الأكلات المحلية المميزة في يزد. تُحضّر من خليط لحم مفروم، دقيق الحمص، أعشاب عطرية، وتوابل. تُعجن المكونات جيدًا حتى تحافظ الكرات على شكلها أثناء الطهي. لتحضير الصلصة، يُستخدم مزيج من البصل، معجون الطماطم، والتوابل، ما يُضفي عليها نكهة مميزة.

كفتة الأرز اليزدية

تُعدّ كفتة الأرز أكثر غِنى وتنوعًا في مكوناتها مقارنةً بكفتة نخودجي. تتكوّن من اللحم المفروم، دقيق الحمص، الأرز، الأعشاب العطرية، الجوز، الزبيب الأحمر، العدس الأصفر، والبرقوق المجفف. تُعجن هذه المكونات بعناية حتى تصل إلى تماسك كافٍ يمنعها من التفكك أثناء الطهي في الصلصة. تتميز الكفتة اليزدية بخفة خاصة تجعلها سهلة الهضم، مع حفاظها على طعم غني ومميز.

كفتة الجزر

لا يحتاج هذا النوع من الكفتة إلى الأرز، وهو طبق بسيط لكنه يقدّم نكهة عميقة وفريدة تعكس بوضوح ثقافة المطبخ اليزدي. تُحضّر كفتة الجزر من دقيق الحمص، الجزر المبشور، اللحم المفروم، البيض، والتوابل. أما الصلصة فتُعدّ باستخدام معجون الطماطم والتوابل، ما يضفي على الطبق نكهة لذيذة ومميزة.

أنواع الحساء اليزدي

أكلات يزد المحلية
حساء الرمان

الحساء من أشهى وأغنى الأطباق التقليدية في المطبخ الإيراني. سواء كان لقاء عائليًا أو جلسة ودية مع الأصدقاء، فإن وجود الحساء يُضفي دفئًا خاصًا على الأجواء. في يزد، يحتل الحساء مكانة مميزة على المائدة، ليس فقط في المنازل بل حتى في المقاهي التي تقدّمه كوجبة خفيفة محبوبة. إليكم أبرز أنواع الحساء اليزدي الشهي:

حساء شولي اليزدي

يُعد حساء شولي من أشهر وأحب أنواع الحساء في يزد. يتم تحضيره باستخدام الأعشاب العطرية، الشمندر، العدس، ودقيق القمح. يتميز هذا الحساء بخفته ورائحته الزكية، ويُقدّم غالبًا في الأيام الباردة. طعمه مزيج من الحموضة والحلاوة اللطيفة، ويُكمّل باستخدام الثوم والخل. يُعتبر شولي خيارًا صحيًا بفضل مكوناته المغذية.

حساء الشعير اليزدي

هذا النوع من الحساء فريد من نوعه ومخصص لأهالي يزد. لتحضيره، تُفرد طبقة من عجين مخمّر غير مكتمل النضج في قاع القدر، ويُضاف فوقها خليط من اللحم، الأعشاب، والبقوليات. تُكرر العملية بوضع طبقات متبادلة من العجين والحشو حتى يمتلئ القدر. يُطهى هذا الحساء على نار هادئة لمدة طويلة حتى ينضج تمامًا ويكتسب نكهة غنية.

حساء الرمان اليزدي

يُعتبر حساء الرمان من الأطباق المميزة لفصل الشتاء وخاصة ليلة يلدا (آخر ليلة من الخريف)، حيث يُحضّر من حبّات الرمان، الأرز، الأعشاب الخاصة بالحساء، اللحم المفروم، البصل، والتوابل مثل الكلبر. يمكن استخدام معجون الرمان بدلًا من حبّات الرمان لإضافة النكهة الحامضة. يتميز هذا الحساء بمذاق متوازن يجمع بين الحلاوة والحموضة، مما يجعله وجبة استثنائية في الأمسيات الباردة.

حساء البرقوق اليزدي

يتميز حساء البرقوق بنكهته الحامضة التي تأتي من استخدام البرقوق، إلى جانب الأعشاب الخاصة بالحساء، الأرز، البقوليات، البصل المقلي، الثوم المقلي، والنعناع المقلي. يُطهى على نار هادئة حتى يصل إلى القوام المطلوب، فهو ليس حساءً مائيًا بل يتمتع بكثافة تميزه كوجبة مُشبعة.

حساء الكزبرة اليزدي

الكزبرة هي العنصر الأساسي في هذا الحساء الذي يُطهى مع اللحم المفروم، الأرز، البصل المقلي، النعناع المقلي، واللفت. يُعتبر هذا الحساء خيارًا مثاليًا لأيام الشتاء الباردة، ويشتهر بخصائصه العلاجية كعلاج منزلي لنزلات البرد.

حساء الماش اليزدي

حساء الماش هو خيار شهي وصحي للإفطار في يزد. يتم تحضيره من الماش، الأعشاب الخاصة بالحساء وخاصة السبانخ الطازجة، الأرز، معجون الطماطم، البصل المقلي، والنعناع المقلي. يُطهى حتى يصل إلى قوام كثيف، ويُقدَّم مع الكشك لإضافة نكهة مميزة.

حساء القمح اليزدي

يتكوّن حساء القمح من القمح المقشور، الحمص، الفاصوليا، العدس، الأعشاب الخاصة بالحساء، البصل المقلي، الثوم المقلي، النعناع المقلي، الكشك، والتوابل. رغم أن هذا الحساء يُحضَّر في مدن إيرانية أخرى، إلا أن النسخة اليزدية منه تتميز باستخدام الخل بدلًا من الكشك، مما يمنحه نكهة حامضة خاصة.

 

تعرفنا على أصناف الأطباق والحساء اليزدية من خلال رحلتنا بين مكونات وتوابل المأكولات المحلية في يزد، اكتشفنا تنوعًا مذهلاً في النكهات والعطور. هذا التنوع الكبير يبرز جمال المطبخ الإيراني، حيث تمتلك كل مدينة قائمتها الفريدة من الأطباق التقليدية. إذا كنت من عشاق استكشاف ثقافات الشعوب وتجربة مأكولاتها المحلية، فإن يزد ستكون وجهتك المثالية. احجز تذكرتك الآن مع طيران سبهران، جهّز حقيبتك، واستعد لتجربة سفر فريدة تضيف إلى ذكرياتك صفحة لا تُنسى من دفتر الرحلات. دعنا نأخذك في رحلة إلى عالم أحلامك، حيث يمتزج سحر المذاق بجمال الثقافة!

سافر معنا إلى احلامك!

 

related posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *