من أين جاء مصطلح إطلاق الفيل في الهواء؟

يعود أصل عبارة “إطلاق الفيل في الهواء” بين الإيرانيين إلى واحدة من أكثر الأحداث إثارة للدهشة في عهد ناصر الدين شاه. هذا المصطلح، الذي يُستخدم اليوم لوصف القيام بأعمال صعبة وغير مألوفة، يعود إلى أول رحلة لمنطاد في طهران، حيث بدا حجمه الهائل في أعين الإيرانيين كفيل، مما جعل الحدث مشهدًا لا يُنسى. اقرأ المزيد عن هذه القصة في مدونة سبهران!

وصول المنطاد إلى طهران

بالطبع، لم يصل المنطاد إلى طهران محلّقًا، بل تقرر أن يتم إطلاقه هناك لأول مرة. كان ناصر الدين شاه القاجاري مفتونًا بالابتكارات الغربية، وعندما سمع أن مجموعة من الفرنسيين قدموا إلى طهران زاعمين أنهم اخترعوا جهازًا قادرًا على الطيران، أمر بعرض هذا الاختراع العجيب في ميدان “مشق”. انتشر الخبر وأثار حماس الناس البسطاء، فاحتشدت أعداد كبيرة في الميدان لمشاهدة هذا الحدث المثير.

بدأ الفرنسيون بإعداد معداتهم وشرعوا في نفخ المنطاد، الذي بدأ يكبر شيئًا فشيئًا حتى تحول إلى شكل كروي ضخم أشبه بوحش عملاق. بعد ذلك، تم إغلاق فوهة المنطاد وتعليق سلة تحته. دخل شخص إلى السلة، وفجأة قُطعت الحبال، فانطلق المنطاد في السماء.

حين ارتفع المنطاد، علت هتافات الفرح والدهشة في أرجاء الميدان. صفق البعض إعجابًا، بينما رفع آخرون أيديهم بالدعاء خوفًا من هذا المشهد الغريب. لكن لم يمر وقت طويل حتى بدأ “العملاق الطائر” في الهبوط، ليحط أخيرًا في حديقة أحد وجهاء المدينة.

نظرًا لضخامة المنطاد التي ذكّرت الناس بالفيل، انتشر تعبير “إطلاق الفيل في الهواء” ليصبح رمزًا للأعمال العجيبة أو المستحيلة.

لا مزيد من المناطيد!

بعد هذا الحدث التاريخي، أبدى بعض الوجهاء اعتراضهم، معتبرين أن تحليق المناطيد قد يشكل خطرًا على خصوصية الناس. وبلغت ذروة الاحتجاجات عندما أُلقيت الورود على الشاه من أحد المناطيد. حذّر حاشية الملك ناصر الدين شاه قائلين: “ماذا لو تم إلقاء شيء خطير بدلًا من الزهور؟ قد تتعرض حياة جلالة الملك للخطر!” أزعجت هذه الفكرة الشاه وجعلته ينظر إلى المناطيد بعين الريبة، فأصدر أمرًا بحظر استخدامها.

ورغم هذا الحظر، ظل الاهتمام بالمناطيد قائمًا بين طلاب ومعلمي دار الفنون. لاحقًا، أبدى مظفر الدين شاه وحتى محمد علي شاه اهتمامًا بهذا الاختراع، لكنهما لم يتمكنا من استخدامه بجدية. ومن الطريف أن أحد المناطيد التي طلبها محمد علي شاه انتهى به المطاف كوجبة للفئران، ولم يُكتب له أن يرى السماء أبدًا!