
وبلاگ سپهران | المعالم السياحية | المعالم السياحية في بغداد 2025 | أجمل وأشهر الأماكن التي تستحق الزيارة
في قلب العراق، وعلى ضفاف نهر دجلة؛ تقع بغداد، عاصمة العباسيين ومهد الحضارة، وواحدة من أقدم مدن العالم التي لا تزال نابضة بالحياة حتى اليوم. عرفت بغداد منذ قرون بأنها مركز للعلم والأدب والفن، وكانت منارةً للعلماء والمفكرين في أوج الحضارة الإسلامية. ولكن ما لا يعرفه كثيرون أن المعالم السياحية في بغداد لا تزال شاهدة على ذلك المجد، وتمنح الزائر فرصة نادرة للتجول بين آثار التاريخ وروح الحاضر.
من الأزقّة القديمة التي تروي حكايات بغداد القديمة، إلى الأبنية الحديثة والساحات المفتوحة التي تمثل نبض المدينة المعاصر، تحتوي العاصمة على مجموعة مذهلة من المواقع السياحية والأثرية والثقافية. سواء كنت من عشاق الآثار، أو محباً للطبيعة، أو من هواة التصوير، ستجد في بغداد ما يأسر قلبك وعينك. في هذا المقال، سنأخذك في جولة بين أشهر وأجمل المعالم السياحية في بغداد، من آثار عباسية خالدة إلى وجهات ترفيهية وحديثة، مع عرض مختصر لأهم المعلومات، وربما بعض الصور التي تُعبر عن سحر هذه المدينة.
إذا كنت تبحث عن الروح الحقيقية لبغداد، فعليك أن تبدأ من شارع المتنبي. هذا الشارع التاريخي الشهير، الذي يمتد من “باب المعظم” إلى محيط القشلة، ليس مجرد طريق مليء بالكتب؛ بل هو ملتقى للمثقفين، ومتنفس لعشاق الكلمة، وموطن لذاكرة أدبية لا تنضب. تأسس الشارع في العهد العثماني، وسُمّي عام 1932 باسم الشاعر العباسي الشهير أبو الطيب المتنبي. وعلى امتداد نحو كيلومتر واحد، تنتشر فيه المكتبات، البسطات، باعة الكتب القديمة والجديدة، بالإضافة إلى المقاهي التراثية التي كانت وما زالت ملتقى الأدباء والشعراء مثل مقهى الشابندر، الذي تأسس عام 1917.
📌 ماذا ستجد في شارع المتنبي؟
يُعد المتحف العراقي من أهم وأقدم المتاحف في الشرق الأوسط، بل هو قلب التاريخ الرافديني النابض وسط بغداد. تأسس عام 1923م، ويضم آلاف القطع الأثرية التي تعود لحضارات العراق القديمة مثل السومريين، البابليين، الآشوريين، والأكديين؛ حضارات وُلدت على أرض الرافدين منذ أكثر من 6000 سنة. المتحف يقع في منطقة العلاوي، ويُعرف أحيانًا باسم “متحف بغداد”، ويضم قاعات عرض مذهلة تبدأ من العصر الحجري وتصل إلى الحضارة الإسلامية، مما يجعل زيارته تجربة ثقافية متكاملة لا مثيل لها في المنطقة.
أبرز ما يحتويه المتحف:
في مدينة مزدحمة كالعاصمة بغداد، تشكل جزيرة بغداد السياحية واحدة من أبرز وجهات الترفيه والاستجمام للعوائل والشباب على حدٍ سواء. تقع الجزيرة شمال شرق بغداد على نهر دجلة، ضمن منطقة الأعظمية، وتُعد من أكبر المشاريع السياحية التي شُيدت في السبعينيات، وما زالت حتى اليوم تمثل متنفساً طبيعياً ومكانًا مفضلاً للهروب من ضوضاء المدينة.
تمتد الجزيرة على مساحة واسعة وتضم مجموعة من المرافق الترفيهية والخدمية التي تجعلها وجهة مثالية لقضاء يوم كامل من الراحة والمتعة.
ماذا تجد في جزيرة بغداد؟
العنصر | التفاصيل |
سنة الافتتاح | 1979 م |
الموقع | شمال شرق بغداد – الأعظمية |
الفئة المستهدفة | العائلات – الشباب – الأطفال |
أوقات الزيارة | مفتوحة يوميًا من 9 صباحًا حتى 9 مساءً |
رسوم الدخول | تختلف حسب الفعاليات |
تُعد المدرسة المستنصرية من أبرز المعالم التاريخية في بغداد، وتُصنّف كأول جامعة منظمة في العالم الإسلامي. تقع على ضفاف نهر دجلة في جانب الرصافة من بغداد، وقد تأسست عام 1233م (625هـ) في عهد الخليفة العباسي المستنصر بالله. ما ميّز المدرسة المستنصرية في ذلك الوقت هو الفكرة الثورية التي قامت عليها: دمج علوم الفقه الإسلامي، مع علوم الطب، الفلك، والرياضيات في مؤسسة تعليمية واحدة. هذا التوجه جعل منها منارة علمية جذبت كبار العلماء من مناطق متعددة مثل الأندلس، إيران، والشام.
شُيّدت المستنصرية على مساحة تقارب 5000 متر مربع، وتضم أكثر من 100 غرفة طلابية موزعة على طابقين. كما تحتوي على إيوان ضخم، وصحن داخلي تتوسطه نافورة جميلة تحيط بها حدائق صغيرة، مما يوفر بيئة ملهمة للدراسة والبحث. في خطوة رائدة، أمر الخليفة المستنصر بالله بتوفير رواتب شهرية للطلاب والمعلمين، إلى جانب السكن والطعام المجاني. هذا الدعم غير المسبوق ساهم في نقلة نوعية في نظام التعليم الإسلامي في العصر العباسي، ورسّخ مكانة المدرسة المستنصرية كمؤسسة تعليمية متكاملة.
يُعتبر مرقد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) من أعظم وأقدس الأماكن الدينية في بغداد، ويقع في منطقة الكاظمية شمال العاصمة. يُعد المرقد من أبرز المعالم الإسلامية الشيعية، ويستقطب ملايين الزوار سنويًا من داخل العراق وخارجه، خاصة في مناسبات الزيارة الكبرى كذكرى استشهاد الإمام في 25 رجب. يحتضن المرقد ضريح الإمامين الجليلين؛ الإمام موسى الكاظم (ع)، سابع أئمة أهل البيت وحفيده الإمام محمد الجواد (ع).
ساحة التحرير تُعد من أشهر المعالم السياحية في بغداد، وتقع في قلب العاصمة عند تقاطع شارع السعدون مع شارع الجمهورية. هي ليست مجرد ساحة، بل أصبحت رمزًا للهوية العراقية الحديثة. أبرز ما يميز الساحة هو “نصب الحرية” الذي يقف شامخًا على جانبها، من تصميم الفنان الكبير جواد سليم، أحد رواد الفن الحديث في العراق.
العنصر | التفاصيل |
سنة إنشاء النصب | 1961 م |
الطول | 50 مترًا |
عدد التماثيل | 14 مشهدًا رمزيًا بـ 25 تمثالًا |
المصمم | الفنان جواد سليم، تنفيذ المعماري رفعت الجادرجي |
الموقع | الموقع وسط بغداد؛ قرب جسر الجمهورية |
في عمق منطقة الرصافة القديمة، وعلى مقربة من شارع المتنبي، تقف القشلة البغدادية شاهدة على تاريخ يمتد لأكثر من 150 سنة. كانت القشلة (من الكلمة التركية “قشلاق” بمعنى المعسكر الشتوي) مقرًا للجيش والإدارة العثمانية في بغداد، ولاحقًا أصبحت رمزًا معماريًا وإداريًا بارزًا في الحقبة العثمانية. أبرز معالم القشلة هو برج الساعة الشهير، الذي تم تشييده عام 1898م تكريمًا للسلطان عبد الحميد الثاني. كانت هذه الساعة واحدة من أربع ساعات أُرسلت إلى مدن كبيرة في الدولة العثمانية، وهي لا تزال تعمل حتى اليوم بصيانتها اليدوية الدقيقة.
📌 أهم معلومات القشلة:
حدائق الزوراء ليست مجرد منتزه، بل تُعد بمثابة “الرئة الخضراء” التي تتنفس بها بغداد. تقع الزوراء في منطقة الكرخ، وتُعتبر أكبر حديقة عامة في العاصمة، بل واحدة من أكبر الحدائق في العراق. تأسست في سبعينيات القرن الماضي، وجرى تطويرها على مراحل لتضم اليوم مجموعة واسعة من الأنشطة الترفيهية والتعليمية والثقافية.
ما يميّز حدائق الزوراء هو أنها وجهة عائلية متكاملة، تجمع بين المساحات الخضراء، والحدائق النباتية، وحديقة الحيوانات، ومدن الألعاب، والمرافق السياحية، مما يجعلها مقصدًا يوميًا للمواطنين وخاصة في عطلة نهاية الأسبوع.
ما الذي يُمكنك فعله في حدائق الزوراء؟
بغداد ليست فقط عاصمة العراق، بل هي مدينة نابضة بالحياة والتاريخ والثقافة. من آثار العصر العباسي في المدرسة المستنصرية، إلى روعة الحضارة السومرية في المتحف العراقي، ومن شارع المتنبي المليء بالكتب والمثقفين، إلى المتنزهات مثل حدائق الزوراء وجزيرة بغداد السياحية، ثم ساحة التحرير وبرج الساعة في القشلة، وصولًا إلى المراقد المقدسة مثل مرقد الإمام الكاظم (ع)… كل ركن في بغداد يروي قصة لا تُنسى.
من أشهر المعالم: المدرسة المستنصرية، المتحف العراقي، شارع المتنبي، حدائق الزوراء، ساحة التحرير، مرقد الكاظم (ع)، والقشلة وبرج الساعة.
تشهد بغداد تحسنًا أمنيًا نسبيًا في السنوات الأخيرة، خاصة في المناطق السياحية المعروفة. يُنصح بزيارة الأماكن برفقة دليل محلي والاطلاع على الإرشادات الرسمية قبل السفر.
أفضل وقت هو بين شهري أكتوبر وأبريل، حيث يكون الطقس معتدلًا ومناسبًا للجولات الخارجية.
نعم، مثل حدائق الزوراء، جزيرة بغداد، مولات حديثة، إضافة إلى مطاعم ومتنزهات عائلية.
المدرسة المستنصرية، المتحف العراقي، القشلة، جامع الإمام الأعظم، قصر العباسيين.
نعم، مع الالتزام بالزي المحتشم واحترام قدسية المكان، يمكن لغير المسلمين زيارة المرقد.
نعم في أغلب المواقع، لكن يُفضل التأكد من القوانين المحلية في المواقع الدينية والأثرية.