وبلاگ سپهران | مجلة العدد 27 | الظواهر الطبيعية؛ دعوة لاكتشاف أسرار العالم
الطبيعة دائمًا تبهرنا بمظاهرها الخيالية التي تأسر قلوبنا. من زخات الشهب الرائعة التي تضيء سماء الصحراء إلى البراكين الطينية الغامضة، ومن تراقص الألوان والأضواء على امتداد السماء إلى الكثبان الرملية التي تهتف مع نسيم الحياة، تأتي عجائب الطبيعة لتدعونا إلى تأمل جلال الخلق.
هذه المشاهد الخلابة، بجمالها الآسر، دليلٌ على قوة الخالق وبيانٌ لعظمة البارئ. لقد خصصنا هذا العدد من مجلة سبهران، لاستعراض الظواهر الطبيعية العجيبة، التي يروي كل منها قصة ساحرة عن عظمة الكون، لتكون دعوةً لكم للانطلاق في رحلة لاكتشاف عجائب الطبيعة. كونوا رفقاءنا في هذه الرحلة عبر “مدونة سبهران“.
زخات الشهب تُعد إحدي أروع الظواهر الطبيعية التي تجذب هواة استكشاف سماء الليل إلى السفر من جمیع العام. يعتقد الكثيرون أن الشهب هي نجوم تسقط، ولكن في الحقيقة، تحدث هذه الظاهرة عندما تمر الأرض عبر غبار وجسيمات متبقية من المذنبات والكويكبات. تدخل هذه الجسيمات الغلاف الجوي بسرعة فائقة وفي مسارات متوازية، محولةً السماء إلى مسرحٍ مدهشٍ لتجليات الخلق.
يمكن مشاهدة زخات الشهب بوضوح أكبر في الأماكن ذات السماء المظلمة البعيدة عن التلوث الضوئي. ومن أبرز هذه المواقع صحراء أتاكاما في تشيلي، وجزر الكناري، وكذلك المنتزهات الوطنية مثل يوسيميتي وبرايس كانيون في الولايات المتحدة. أما في إيران، تُنظم جولات لرصد الشهب في المناطق الصحراوية، مما يجعل هذه الأماكن وجهةً مفضلةً لهواة علم الفلك والتصوير الليلي.
يصدر مركز بيانات الشهب التابع للاتحاد الفلكي الدولي سنويًا تقديرات تقريبية لعدد زخات الشهب. ومن أشهر هذه الزخات شهب البرشاويات التي تقع بين أواخر يوليو وأواخر أغسطس، وشهب الجوزائيات في شهري ديسمبر ويناير، إضافةً إلى زخات شهب دلويات وشهب شلياق في شهر مايو.
تُعد البراكين الطينية من أشهر الظواهر الجيولوجية، حيث تتفجر مزيج من الماء والغاز والطين من باطن الأرض إلى السطح. وعلى عكس البراكين النارية، لا تطلق الطين البركانية حممًا ملتهبة، بل تُخرج طينًا ورسوبيات غنية بالماء والمعادن. وغالبًا ما يُلاحظ هذا النوع من النشاط في المناطق ذات الحركات الأرضية والشقوق الطبيعية.
تُعد أذربيجان، إيران، وباكستان من أهم المواقع التي تشهد نشاط الطين البركانية؛ فمثلاً، تُعرف أذربيجان بلقب “أرض البركانين الطينية” وتعتبر من أفضل مواقع الجيولوجيا السياحية في العالم. في إيران، يمكن رؤية هذه الظاهرة الطبيعية في مقاطعتي جلستان وسيستان وبلوشستان. يقع الطين البركاني “نفتیلجة جُمِشَان” بالقرب من مدينة جُمِشَان التُركمانية، بينما يقع الطين البركاني في جابهار شمال طريق كهير-تنغ، بالقرب من قرية تنغ.
تجذب البراكين الطينية العديد من السائحين بفضل نشاطها غير المعتاد، وتعد زيارتها تجربة فريدة لرؤية واحدة من أندر الظواهر الجيولوجية السياحية. يُقال إن الطين البركاني له خصائص علاجية، نظرًا لاحتوائه على معادن غنية تُستخدم في بعض المجتمعات المحلية لعلاج الأمراض الجلدية والمشكلات الصحية. علاوة على ذلك، تُعتبر الطين البركانية مؤشرًا على النشاطات الجيولوجية للأرض، وتوفر معلومات قيّمة عن العمليات الجيولوجية.
يُعد قوس القمر، أو قوس قزح القمري، ظاهرة مدهشة تتشكل في الليالي المقمرة بفضل انعكاس ضوء القمر. عندما يسقط ضوء القمر على شلال ويمر عبر قطرات الماء الدقيقة، ينتج عن انكسار الضوء قوس قزح ليلي مشابه لقوس قزح النهار. أفضل وقت لمشاهدة هذه الظاهرة هو خلال اكتمال القمر، حيث يكون ضوءه كافيًا لإحداث هذا الانعكاس الرائع.
غالبًا ما يحدث قوس القمر في المناطق ذات الرطوبة العالية وقرب الشلالات الكبيرة. المناطق التي تتميز بسماء مظلمة وخالية من التلوث الضوئي توفر أفضل الأماكن لرؤية قوس القمر، مثل شلالات فكتوريا على الحدود بين زامبيا وزيمبابوي، وشلالات يوسيميتي في حديقة يوسيميتي الوطنية في كاليفورنيا، وشلالات كمبرلاند في ولاية كنتاكي الأمريكية.
يُعد مشاهدة قوس القمر من أبرز الأنشطة لمحبي التجارب الفريدة والظواهر الطبيعية المميزة. ومع ذلك، نظرًا لحاجة الظاهرة إلى ظروف جوية وإضاءة خاصة، فهي لا تُشاهد إلا في أوقات اكتمال القمر أو قريبًا منه. ويُعد موسم الأمطار والليالي التي تعقب الهطولات الغزيرة، عندما تتناثر قطرات الماء في الهواء، الوقت الأمثل لظهور قوس القمر.
يُعد الشفق القطبي من أروع الظواهر الطبيعية التي تجذب العديد من السياح إلى المناطق الشمالية. يحدث هذا المشهد عندما تصطدم الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس بسرعة تصل إلى ٧٢ مليون كيلومتر في الساعة بالطبقات العليا من الغلاف الجوي للأرض. يُحدث الحقل المغناطيسي للأرض تفاعلًا لحماية هذه الجسيمات، مما ينتج عنه توهجات ضوئية ملونة تتحرك بشكل منسجم، لترسم مشهدًا أخاذًا في السماء.
تُعتبر مدينتا ترومسو في شمال النرويج وريكيافيك، عاصمة آيسلندا، من أبرز الوجهات لمشاهدة الشفق القطبي. علاوة إلى ذلك، هناك مناطق في كندا، فنلندا، وجرينلاند تُعدّ وجهات مثالية لمشاهدة هذه الظاهرة. من أوائل أكتوبر وحتى أوائل مايو، عندما تكون الليالي أطول والسماء أكثر ظلمة، يمكن رؤية الشفق القطبي. بينما يُعتبر الوقت الممتد من أواخر ديسمبر حتى أوائل فبراير ذروة جمال هذا المشهد.
تشمل بعض جولات مشاهدة الشفق القطبي إقامة في قبب زجاجية أو فنادق صُممت خصيصًا لمشاهدة الأضواء الراقصة خلال الليالي القطبية الباردة. في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، يمكن رؤية ظاهرة مشابهة تُعرف باسم “الأضواء الجنوبية” في بعض مناطق نيوزيلندا وأستراليا، كما تظهر أيضًا في مناطق جنوب تشيلي والأرجنتين. يُعد الوقت المثالي لمشاهدة الأضواء الجنوبية من منتصف مايو وحتى منتصف سبتمبر.
نظرًا لتقلبات النشاط الشمسي، تختلف قوة وانتشار الشفق من عام إلى آخر، مما يجعل تجربة مشاهدته دائمًا فريدة ومميزة.
السحب الليلية المضيئة هي أعلى طبقات السحب في الغلاف الجوي، تتشكل على ارتفاع يتراوح بين 75 و85 كيلومترًا، ضمن طبقة الميزوسفير. وتظهر هذه الغيوم بشكل خاص بعد غروب الشمس أو قبل شروقها، حيث يعكس ضوء الشمس المتبقي عليها، مما يضفي عليها ألوانًا فضية زرقاء أو بيضاء ساطعة تظهر بوضوح في سماء الليل المظلمة.
تتكون هذه الغيوم من بلورات الجليد، التي تتشكل نتيجة لانخفاض درجات الحرارة في طبقة الميزوسفير خلال فصل الصيف، مما يسمح بتكثف الجليد على جزيئات الغبار العالقة في الغلاف الجوي. وقد تكون هذه الجزيئات من بقايا النيازك أو الانفجارات البركانية.
يمكن رؤية هذه الظاهرة في المناطق الشمالية من نصف الكرة الأرضية، مثل الدول الاسكندنافية وسيبيريا وكندا وشمال أوروبا. وتحدث عادةً في فصل الصيف، بين منتصف يونيو ومنتصف أغسطس، حينما يكون ضوء الشمس تحت الأفق بدرجة كافية لإنارة هذه الغيوم.
تكمن أهمية هذه الظاهرة في جمالها البصري وندرتها، فهي تُعد من أروع الظواهر الطبيعية التي تستقطب العديد من عشاق التصوير الفلكي للتمتع بجمالها الفريد.
قوس النار، أو ما يُعرف علميًا بـ”Circumhorizontal Arcs”، هو ظاهرة نادرة تحدث نتيجة انكسار الضوء خلال بلورات الجليد في السحب السيروسية العالية. حينما يعبر ضوء الشمس بلورات الجليد، ينحني مكوّنًا قوسًا ملونًا يُشبه اللهب المشتعل في السماء.
تظهر هذه الظاهرة غالبًا في خطوط العرض بين 55 درجة شمالًا و55 درجة جنوبًا، حيث يكون وضع الشمس مرتفعًا في السماء بدرجة كافية لتشكيل القوس. يمكن مشاهدتها في مناطق مثل جنوب وغرب الولايات المتحدة، وجنوب أستراليا، وأجزاء من جنوب أفريقيا، وبعض مناطق الهند والصين واليابان، ومناطق محددة في جنوب أوروبا.
ورغم تسميته بـ”قوس النار”، إلا أن هذه الظاهرة لا علاقة لها بالنار، بل سُميت بذلك لتشابهها البصري مع اللهب الملون. وخلافًا لأقواس قزح العادية، يظهر قوس النار على شكل خطوط متموجة ومتوازية في السماء، مما يجعلها إحدي أروع الظواهر الجوية التي تلفت أنظار المصورين وعشاق الطبيعة.
الخلجان البيولومينسنتية تُعتبر من أكثر الظواهر الطبيعية سحرًا في العالم، وتظهر في سواحل بعض الخلجان الاستوائية. تحدث هذه الظاهرة عندما تطلق الكائنات المتوهجة مثل الدياتومات (العوالق البيولومينسنتية) ضوءًا أزرق لامعًا كرد فعل على التحفيزات الفيزيائية كالأمواج، أو حركة القوارب، أو وجود المفترسات. الهدف من هذا التوهج هو إبعاد الكائنات المفترسة، ولكن بالنسبة للإنسان، فإنه يشكل عرضًا طبيعيًا ساحرًا يجذب أنظار السياح.
توجد الخلجان البيولومينسنتية في مناطق متنوعة حول العالم. ومن أشهر المواقع لرؤية هذه الظاهرة الطبيعية: خليج جزيرة فييكس في بورتوريكو، وخليج هانالي في هاواي، وخليج تنغا في تنزانيا، وخليج سوما في مصر، وجزر المالديف. وفي إيران، تُعتبر جزيرة قشم وجزيرة هرمز وسواحل مكران في جابهار من أفضل الأماكن لمشاهدة هذه الظاهرة الخلابة، حيث يُعد تجمع العوالق البيولومينسنتية هناك سببًا لجذب السياح.
يُضفي جمال هذا التوهج تجربة ساحرة لا تُنسى، حيث تضفي الشواطئ والأمواج توهجًا سحريًا على الليالي الهادئة المظلمة. وفي بعض المناطق، تُقام جولات ليلية بالقوارب لتمكين الزوار من الاقتراب من هذا العرض الطبيعي الرائع.
تُعد أعمدة الضوء ظاهرة بصرية مدهشة تظهر على شكل أعمدة عمودية من الضوء في السماء. تحدث هذه الظاهرة عندما ينعكس الضوء القادم من مصادر كالشمس أو القمر على بلورات الثلج السداسية العائمة في الغلاف الجوي، لينعكس الضوء بشكل عمودي، مكونًا أعمدة ضوئية لامعة تمتد نحو السماء أو تنحدر نحو الأرض.
غالبًا ما تُشاهد أعمدة الضوء في المناطق الباردة والقطبية حيث توجد بلورات الثلج بكثرة في الغلاف الجوي. تعد كندا، ألاسكا، سيبيريا، والمناطق الشمالية من الدول الاسكندنافية من أفضل الأماكن لمشاهدة هذه الظاهرة. ومع ذلك، يمكن رؤية هذه الظاهرة في مناطق أخرى من العالم تحت الظروف الجوية المناسبة وفي الأجواء الباردة.
تتميز أعمدة الضوء بجمال نادر، خاصة في الليالي الشتوية التي يكون فيها الجو صافياً ومظلماً، مما يجعلها مشهدًا رائعًا يخطف الأنظار. وعادةً ما يسعى المصورون ومحبو الطبيعة لتوثيق هذه الأعمدة المضيئة.
الجانب الفريد في أعمدة الضوء هو أنها، على عكس الشفق القطبي، لا تحدث نتيجة لانكسار الضوء، بل هي انعكاس مباشر للضوء. وهذا الاختلاف يجعل أعمدة الضوء تبدو كخطوط مستقيمة وعمودية في السماء، بينما يظهر الشفق القطبي عادةً بشكل منحنيات وأمواج ملونة.
صواعق كاتاتومبو المتوهجة تُعتبر من أعظم الظواهر الطبيعية في العالم، وتحدث بشكل مستمر في منطقة معينة بفنزويلا، حيث يُطلق عليها لقب “العاصفة الأبدية”. تُرى هذه الظاهرة في نقطة التقاء نهر كاتاتومبو ببحيرة ماراكايبو، حيث تُطلق مئات الآلاف من الصواعق التي تضيء السماء كل ليلة بنور متوهج وساحر. لقد تحولت هذه الظاهرة الفريدة إلى واحدة من المعالم الطبيعية المهمة في فنزويلا، وجذبت اهتمام العلماء والسياح لسنوات عديدة.
تبدأ صواعق كاتاتومبو الساطعة عادةً من غروب الشمس وتستمر حتى الفجر، وتكون هذه الظاهرة أكثر وضوحًا خلال موسم الأمطار بين شهري مايو وأكتوبر. تلتقي التيارات الهوائية الدافئة والرطبة الصاعدة من بحيرة ماراكايبو مع الهواء البارد القادم من جبال الأنديز، مما يؤدي إلى توليد الشحنات الكهربائية التي تُحدث الصواعق المتتابعة. هذا التفاعل الجوي الفريد يُعد السبب الرئيسي لحدوث هذه الظاهرة الرائعة التي تضيء السماء بأضواء مدهشة.
تجذب وفرة الصواعق وشدة الأضواء السياح من أنحاء العالم الذين يأتون لرؤية هذه العاصفة الجوية عن قرب. وتجدر الإشارة إلى أن أضواء كاتاتومبو قد سُجلت في عام 2013 في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كـ أعلى تركيز لبرق على وجه الأرض. علاوة على ذلك، تُعد هذه الصواعق مصدرًا هامًا لتكوين الأوزون الطبيعي في الغلاف الجوي، مما يُؤثر في النظام البيئي للمنطقة وعلى المناخ العالمي.
تُعتبر هجرة فراشات المونارك من أروع الظواهر الطبيعية في العالم، حيث تقطع هذه الفراشات الجميلة مسافة تزيد عن 4000 كيلومتر سنويًا، منتقلة من المناطق الباردة في شمال أمريكا وكندا إلى الغابات الاستوائية في المكسيك وجنوب كاليفورنيا. ما يجعل هذه الرحلة مذهلة هو أنها تُنفذ عبر عدة أجيال من الفراشات؛ فالفراشات التي تبدأ الرحلة غالبًا ليست هي نفسها التي تصل إلى وجهتها. الأجيال التي تهاجر إلى المكسيك تُعرف بـ”الأجيال المهاجرة”، وتتمتع بأعمار أطول تصل إلى ثمانية أشهر، في حين تعيش الأجيال الأخرى لبضعة أسابيع فقط.
مع نهاية الصيف وبداية الخريف، ومع انخفاض درجات الحرارة ونقص الموارد الغذائية، تبدأ هجرة فراشات المونارك. تستخدم هذه الفراشات إشارات شمسية وحقل الأرض المغناطيسي لتحديد مسارها، ومع قدوم الربيع تعود إلى المناطق الشمالية، في دورة تتكرر كل عام. تتميز بأجنحتها البرتقالية الزاهية بخطوط وحواف سوداء ونقاط بيضاء أحيانًا، مما يجعل من السهل تمييزها. تتميز الفراشات الإناث بخطوط أعرض، ويعد هذا التلوين المشرق تحذيرًا للمفترسين: “لا تأكلني، فأنا سامة”. ورغم أن سمها ليس قاتلاً، إلا أن الكائنات التي تتناولها تتعرض لاضطراب شديد، مما يدفعها لتجنبها مستقبلًا.
إلى جانب كونها ظاهرة طبيعية مذهلة، فإن لهذه الهجرة أهمية بيئية كبيرة، حيث تلعب فراشات المونارك دورًا مهمًا في عملية التلقيح والحفاظ على التوازن البيئي.
أشجار أوكالبتوس قوس قزح، المعروفة علميًا باسم (Eucalyptus deglupta)، تُعد من أروع الظواهر الطبيعية وأكثرها سحرًا في العالم. تُغطي جذوع هذه الأشجار قشرة متعددة الألوان تشمل درجات خضراء، زرقاء، بنفسجية، برتقالية وحمراء، مما يجذب الأنظار ويأسر القلوب. يتغير لون القشرة بشكل طبيعي مع مرور الوقت نتيجة عملية تقشير تحدث خلال نمو الشجرة وتغير طبقاتها القديمة، مما يُحدث هذا التباين اللوني المدهش.
أشجار أوكالبتوس قوس قزح موطنها الأصلي في المناطق الاستوائية الرطبة في الفلبين وإندونيسيا وبابوا غينيا الجديدة، وبفضل جمالها المميز، تُزْرَع أيضًا كنباتات زينة في الحدائق الاستوائية وبعض مناطق هاواي وفلوريدا. يمكن أن يصل ارتفاع هذه الأشجار إلى 75 مترًا، مما يضيف إلى روعتها وجاذبيتها.
إن هذا الجمال الباهر لا يجذب السياح فحسب، بل أصبح أيضًا موضوعًا محبوبًا لدى المصورين. بالإضافة إلى جمالها، تحظى أشجار أوكالبتوس قوس قزح بتقدير ثقافي وعلاجي لدى المجتمعات الأصلية، حيث تُستخدم أوراقها لعلاج الجروح ويُستخدم شايها لتخفيف الربو والسعال.
علاوة على جمالها الطبيعي، تُزرع هذه الأشجار بشكل واسع في المناطق الاستوائية لإنتاج الورق نظرًا لنموها السريع وصلابة خشبها. تُعتبر هذه الأشجار ليس فقط لوحة طبيعية رائعة، بل رمزًا للتنوع البيولوجي الغني في كوكب الأرض.
تعد وايتومو جلوورم في نيوزيلندا إحدي أروع الظواهر الطبيعية في العالم، حيث يعيش آلاف اليراعات على أسقف الكهوف ويُضيئونها بنور أزرق-أخضر ساحر، محولين ظلمة الكهف إلى سماء مرصعة بالنجوم، لتصبح تجربة مشاهدة هذه الظاهرة تجربة فريدة للزوار.
تعود اليراعات التي تقطن هذه الكهوف إلى نوع خاص يُعرف باسم Arachnocampa luminosa، وتُعد موطنًا لنيوزيلندا. تتدلى اليراعات من سقف الكهف وتصدر الضوء من نهايات أجسامها لجذب الفرائس إلى خيوط لزجة تتدلى من السقف، مما يُنشئ مشهدًا شبيهًا بسماء ليلية مرصعة بالنجوم.
تم اكتشاف هذه الكهوف في أواخر القرن التاسع عشر عن طريق زعيم موري وإنجليزي يُدعى فريد مايس (Fred Mace)، وأصبحت لاحقًا من الوجهات السياحية الرئيسية. تقع كهوف اليراعات في الجزيرة الشمالية لنيوزيلندا، بالقرب من مدينة ويتومو، وتُعد من أشهر مناطق الجذب السياحي في البلاد. يمكن للزوار الاستمتاع بجولة في قوارب صغيرة عبر الأنهار الجارية داخل الكهوف، لمشاهدة الأضواء الزرقاء الخلابة في أجواء هادئة وساحرة.
بالإضافة إلى اليراعات، تتميز كهوف ويتومو بوجود صواعد ونوازل تكونت على مر ملايين السنين نتيجة للعمليات الجيولوجية، مما يضيف إلى سحر المكان.
تُعدّ الهجرة الكبرى من أعظم الظواهر الطبيعية في العالم، حيث تهاجر ملايين الحيوانات، بما في ذلك الحُمر الوحشية والغزلان والأيائل، من المحميات الطبيعية في تنزانيا إلى كينيا والعكس. تحدث هذه الظاهرة عادةً في منطقتي سيرينجيتي وماساي مارا، حيث تبحث الحيوانات عن المراعي الجديدة ومصادر المياه، ما يخلق مشهدًا ساحرًا ورائعًا.
تقطع الحيوانات في هذه الرحلة الطويلة ما بين 800 و1000 كيلومتر، وتواجه تحديات كبيرة. ويُعدّ عبور نهر مارا أحد أصعب مراحل الهجرة، حيث تواجه الحيوانات خطر الافتراس من قبل الحيوانات المفترسة الطبيعية مثل الأسود والتماسيح. يهلك الآلاف من الحيوانات في هذه الرحلة، وفي المقابل تُولد آلاف أخرى. تحمل هذه اللحظات المثيرة مشاهد درامية من بقاء الحيوانات وصراعها من أجل الحياة.
تجذب الهجرة الكبرى سنويًا الآلاف من السياح الشغوفين بمشاهدة الحياة البرية، حيث يختلف توقيت كل مرحلة من مراحل الهجرة بحسب الموسم. ورغم أن العلماء لم يكتشفوا بعد كيفية معرفة هذه الحيوانات لطريقها، إلا أنهم يعتقدون أنها تتبع نمط نمو الأعشاب. هذه الظاهرة رمزٌ للبقاء ودورة الحياة الطبيعية في أفريقيا، ولها دور مهم في الحفاظ على التوازن البيئي في هذه المناطق.
تُعد جبال قوس قزح من عجائب الطبيعة التي تجذب الزوار والمحبين للطبيعة بألوانها الزاهية والمذهلة. توجد أبرز هذه الظاهرة في منطقة زانغي دانكسيا في الصين، وكذلك في ثلاث مناطق أخرى في بيرو. تتلون هذه الجبال بطبقات من الصخور الرسوبية والمعادن المتعددة التي تشكلت عبر ملايين السنين بتأثير التغيرات الجيولوجية، مما يجعلها تأخذ ألوانًا متعددة مثل الأحمر، والأصفر، والأخضر، والأزرق.
تتكون هذه الألوان البديعة بفعل المعادن المختلفة داخل الصخور؛ على سبيل المثال، الحديد يُضفي ألوانًا حمراء وبرتقالية، والنحاس يُكوّن درجات الأزرق والأخضر. وتظهر هذه الألوان نتيجة عمليات معقدة من التآكل والضغط والحركات التكتونية عبر الزمن، مما يجعل المنظر طبيعيًا ومثيرًا للإعجاب.
تشتهر جبال قوس قزح ليس فقط لجمالها الفريد، بل تُعد أيضًا رمزًا لتاريخ جيولوجي عريق. تستقطب هذه المناطق سنويًا أعدادًا كبيرة من السياح من مختلف أنحاء العالم الذين يأتون لمشاهدة هذه الظاهرة المميزة واستكشاف روعة الطبيعة. يعد السفر إلى هذه الجبال فرصة رائعة للتصوير الفوتوغرافي والتعرف على العمليات الطبيعية والجيولوجية، كما يُعتبر مشهد شروق الشمس وغروبها تجربة ساحرة لن تُنسى.
تُعدّ الرمال الغنائية من أكثر الظواهر الطبيعية المثيرة للدهشة في العالم، حيث تتواجد في مناطق مختلفة وتشتهر بإصدار أصوات موسيقية غريبة أثناء تحرك الرمال، ما جعلها تُعرف بتلال الصحراء الصداحة. يُطلق على الأصوات التي تصدر من هذه التلال اسم “غناء الرمال”، حيث يُشبه الصوت غالباً صوت الرياح أو نغمات موسيقية. ولإنتاج هذا الصوت الفريد، يجب توفر شروط خاصة، مثل أن تكون حبيبات الرمال كروية وذات حجم موحد يتراوح قطرها بين 0.1 و0.5 ميليمتر، وأن تحتوي على السيليكا بنسبة معينة، وأن تكون تحت نسبة محددة من الرطوبة. غالباً ما يكون التردد المنتج حوالي 450 هرتز.
تتوزع التلال الرملية الغنائية في أنحاء مختلفة من العالم، وأبرز هذه المواقع تشمل تلال كلسو وأوريكا في كاليفورنيا، شواطئ أوترين وتلال وارن في ميشيغان، جبل الرمال في نيفادا، وتلال “الزئير” في صحراء ناميب في أفريقيا، وكذلك تلال بورت أوير في ويلز. أيضًا، تُعدّ التلال الرملية في كازاخستان وصحاري قطر من المواقع التي تتميز بهذه الظاهرة. تجذب هذه المواقع سنويًا أعدادًا كبيرة من الزوار الذين يأتون لسماع أصوات الرمال والاستمتاع بجمال الطبيعة الصحراوية.
بفضل ميزاتها الفريدة، لم تجذب التلال الرملية الغنائية الباحثين والعلماء فقط، بل أصبحت واحدة من أهم وجهات السياحة البيئية في العالم. يأتي العديد من السياح للاستماع إلى هذه الظاهرة الطبيعية النادرة وتجربة سماع “غناء” الرمال.
في هذا المقال، استعرضنا لكم روائع الطبيعة وأسرارها المدهشة. إذا كنتم تتطلعون إلى رحلة استكشافية، ننصحكم بزيارة أحد هذه الظواهر الطبيعية الخلابة. بإمكانكم مشاهدة شلالات النيازك، والينابيع الطينية، والشواطئ المتوهجة بفضل الكائنات الحيوية في إيران. لحجز تذاكر الطيران والخدمات الجوية الأخرى، يمكنكم زيارة موقع flysepehran.com.