وبلاگ سپهران | المجلة | السهول الخضراء في إيران - 28 | سبهر البطل الخارق ومائدة هفتسین
في قديم الزمان، في أرض شاسعة تُدعى إيران، كان يعيش فتى شجاع وطيب القلب يُدعى سبهر. كان سبهر بطلًا صغيرًا يمتلك قوى مذهلة، وكان يتمنى أن يُدخل البهجة إلى قلوب أهل إيران.
كان عيد النوروز يقترب، وقرر سبهر أن يُعدَّ أجمل مائدة هفتسین على أعلى نقطة في إيران، قمة دماوند، كي يستقبل الناس جميعًا الربيع معًا. لكن هذه المهمة لم تكن سهلة أبدًا! كان عليه أن يجد التفاحة الأكثر احمرارًا، والعشب الأكثر خضرة، وأكبر سمكة، وألذ ثوم، وأحلى سمنو، وأجود خل، وأفضل سماق، وأروع سنجد.
توجّه سبهر إلى إيرانبانو، أذكى امرأة في إيران، وسألها:
“كيف أستطيع أن أجد الأفضل لمائدة هفتسین؟”
ابتسمت إيرانبانو وقالت:
“هذه المهمة لا يقدر عليها سوى السيمرغ؛ الطائر الحكيم الذي يسكن جبل قاف. خذ هذه الريشة وتمنَّ من أعماق قلبك، وسيأتي ليراك.”
أخذ سبهر الريشة، وأغمض عينيه وتمنى أن يرى السيمرغ. ولم يفتح عينيه بعد، حتى ظهر السيمرغ في السماء بجناحيه الذهبيين اللامعين!
قال السيمرغ:
“أعلم ما تريد. اركب على ظهري لنُعدَّ معًا أجمل مائدة هفتسین.”
ركب سبهر بسعادة على ظهر السيمرغ، وبدأت رحلتهما. ذهبا إلى سهل مغان في شمال غرب إيران، وقطفا العشب الأكثر خضرة، رمز تجدد الطبيعة، وتابعا رحلتهما.
ومن سوق التوابل في سردشت، اشتريا أفضل سماق، رمز القوة في مواجهة الصعاب. وفي أسواق العطّارين في زنجان، وجدا أجود خل، رمز الخبرة والنضج. في بساتين دماوند، قطفا التفاحة الأكثر احمرارًا، رمز الجمال والصحة، ثم ذهبا إلى مزارع الثوم في همدان، وقطفا أفضل ثوم، رمز الوقاية من الأمراض.
تابع سبهر والسيمرغ رحلتهما إلى سوق خراسان المحلي، واشتروا أحلى سمنو، رمز القوة والصبر. ثم ذهبوا إلى بساتين السنجد في أصفهان، وقطفوا أفضل سنجد، رمز الصداقة، وتوجهوا إلى يزد. ومن سوق الأقمشة في يزد، اشتروا أجمل مفرش ترمه الأصيل.
سافروا إلى شيراز، واستعاروا القرآن من حارس بوابة القرآن، ثم انطلقوا نحو الخليج الفارسي في جنوب إيران. وصلوا إلى الخليج الفارسي، ووضعوا أجمل سمكة حمراء، رمز الحياة، في إناء بلوري، ثم اتجهوا نحو جبل دماوند محلقين.
عندما وصلوا إلى القمة، لم يتبقَ سوى القليل على بزوغ الفجر. فرش سبهر مفرش الترمه ورتب مائدة هفتسین. أشرقت الشمس من خلف الجبل، وامتلأت قلوب أهل إيران بالبهجة وارتسمت البسمة على وجوههم وهم يرون أجمل مائدة هفتسین على أعلى قمة في إيران.