
وبلاگ سپهران | قصص سبهر | سبهر وإنقاذ شجرة السرو المعمرة
في ليلة من الليالي، رأى سبهر حلمًا غريبًا.
في حلمه، شاهد الزاغ الرمادي؛ ذلك الطائر الذي كان دائمًا يغني بألحان مبهجة فوق السهول، لكنه هذه المرة جلس حزينًا ووحيدًا على غصن يابس.
وعندما استيقظ، أدرك أن ما رآه لم يكن مجرد حلم عادي.
فجأةً أضاء نور في السماء، وإذا بـ السيمرغ، طائر عظيم ذو أجنحة ذهبية، يهبط من خلف جبال البرز ويقول:
«يا سبهر العزيز! أحمل لك رسالة من إيران بانو، وعليك أن تأتي معي.»
ركب سبهر على ظهر السيمرغ، وطارا فوق الجبال والسهول، حتى وصلا إلى بيت إيران بانو.
قالت له إيران بانو:
«في قلب الصحراء، تعيش شجرة سرو معمّرة، هي أقدم شجرة في العالم. إنها تحفظ كل حكايات إيران.»
«لكن قوى الظلام تريد أن تجفف جذورها. وإذا ماتت السرو، ستزول معها كل قصص أرضنا.»
«ولا شيء يمكنه إنقاذها سوى دواء الأمل، ذلك الدواء السحري الذي يحتفظ به الحوت العظيم في الخليج الفارسي.»
فقال سبهر بشجاعة:
«سأنقذ السرو!»
وانطلق مع السيمرغ نحو الخليج الفارسي. عبر الصحراء والجبال حتى وصل إلى الحوت الحكيم.
حكى له سبهر كل ما جرى، فأومأ الحوت برأسه بلطف، وغاص في أعماق البحر، ثم عاد بزجاجة مضيئة بين زعانفه.
قال الحوت: «هذا هو دواء الأمل، فاحرص عليه جيدًا.»
طار سبهر والسيمرغ نحو أبركوه، حيث كانت السرو العجوز وحيدة ومنهكة تقاوم قوى الظلام.
سكب سبهر الدواء عند جذور الشجرة، وفجأةً نبتت أوراق خضراء جديدة على جذعها، فعادت السرو إلى الحياة.
هبّت نسمة لطيفة، وظهرت إيران بانو وهي تقول:
«ما دام أطفال إيران يحبون أرضهم، ستظل شجرة السرو المعمرة خضراء إلى الأبد.»
لقد أثبت سبهر أن الشجاعة واللطف يمكنهما أن يعيدا الحياة حتى لشجرة هرِمة.
والآن جاء دورك أنت!
كن لطيفًا مع الطبيعة، اسقِ الأشجار، أو شارك أصدقاءك قصص وطننا. فكل عمل صغير تقوم به، يجعل سرو إيران أكثر اخضرارًا.