ليلة يلدا؛ فرصة للسفر إلى إيران

 

 

ليلة يلدا، أطول ليالي السنة وإحدى أهم الطقوس في إيران القديمة، ما زالت تُحتفل بها بعد آلاف السنين بحماس خاص بين الإيرانيين. تعود جذور هذه المناسبة إلى سبعة آلاف عام، وتُقام في آخر ليلة من شهر آذر (21 ديسمبر) متزامنةً مع نهاية فصل الخريف.

كان الإيرانيون القدماء يعتقدون أنّ آخر ليلة من الخريف هي وقت ميلاد الشمس. لذلك، كانوا يحتفلون بقدوم يلدا وبداية الأيام الأطول في الشتاء وقِصر الليالي، باعتبارها رمزاً لانتصار النور على الظلام، ويتجمعون لإحياء الأمل في قلوبهم.

للاحتفال بليلة يلدا طقوس خاصة؛ إذ تجتمع العائلات، ويزور الشباب بيوت الأجداد والجدات. أما الضيافة فتشمل عادةً الرمان والبطيخ والمكسّرات والحلويات التقليدية إضافة إلى الأطباق الإيرانية الأصيلة. وفي هذه الأمسية الحميمة، يتلو الكبار أشعار حافظ ويروون الحكايات القديمة، في مشهد يجسد الفرح والتلاحم العائلي وصلات الأجيال بالثقافة العريقة.

بالنسبة للسيّاح الدوليين، فإن السفر إلى إيران في الأيام الأخيرة من الخريف فرصة رائعة للتعرّف عن قرب على تقاليد الإيرانيين وكرم ضيافتهم. إذ تكتسي الأسواق التقليدية أجواء مميزة، حيث يقبل الناس على شراء الفواكه والمكسّرات وسائر المأكولات الخاصة بهذه المناسبة، ما يخلق جواً من البهجة والدفء الاجتماعي. كما ينقل بعض الإيرانيين هذه الاحتفالات إلى أماكن تاريخية وأثرية، فيقيمونها في فضاءات تستحضر حضور الأجداد، مما يجعل التجربة ذكرى لا تُنسى.

إنّ السفر إلى إيران في ليلة يلدا لا يعني فقط المشاركة في احتفال قديم، بل هو تجربة عميقة للتاريخ والثقافة وأسلوب حياة الإيرانيين.